آخر المواضيع

منوعات

صوت وصورة

1/09/2016

حتى لا ننسى




بقلم : توزيط نورالدين.

لا يخفى على احد أن مشاهد العنف أصبح جزء من طقوس حكومة بنكيران، إذ لا يمكننا إن نجد بيتا لم يجلد بعصا مخزني في زمن ادعت فيه كل الأقلام بكونه زمنا لتغيير و الإصلاح والحداثة و الديمقراطية وحقوق الإنسان، هاته الشعارات تبدد بشكل كلي في اعتقاد من جلدوا بالأمس أو تهشمت جماجمهم اليوم، في ظل وضع لا يمكننا إلا أن نصفه بالغير المستقر والداعي للقلق ،فهو يكرس عودة مفاهيم القمع و التسلط و الاستبداد.
-1 - حكومة الزروطة:

قد يعتقد من يقرأ فصول دستور 2011 ان المغرب دخل صالون الدولة الحاملة لمشعل الديمقراطية و القيم العظمى ،إلا أن واقع الأمر لا يعكس ما يروج له إعلامنا وأساتذة تدريس القانون، فقسم كبير من شعبنا ما زال يرزح تحث أيادي التسلط و تكميم الأفواه و بطش المتسلطين، فأعداد المعتقلين في الحراك الشعبي في تزايد مستمر وواقع التضييق على الأنشطة النقابية و الحقوقية في تنامي.
- 2-العدالة و التنمية الورقة مفلسة:

استطاع المخزن إبان الحراك الشعبي الأخير الذي عرفته المنطقة المغاربية ،ان يعزف لنفسه سيمفونية الاستثناء ، فاستطاع بالفعل ان يتجاوز أزمته و يستمل قسما كبير من مناظلي الحركة لحضنه ،حينما دفع بحزب ظل في كواليس المعارضة مند نشوئه،كانه يصرح بكون رياح التغير قد لاحقته، و أضفى على نفسه طابع الحكمة و التعقل ، بموجبها مرت سحابة 20 فبراير عادية دون ان تحدث اي أعطاب تقنية في دواليب الحكم التقليدية فأوصل سفينة المحزن لبر الأمان .
اليوم أصبحت عجلة الاحتياط التي مكنت المخزن من قطع مسافات 4 السنوات غير صالحة، و صارت أوراق المخزن مكشوف و حكومة بنكيران مفلسة و غير قادرة بالمرة على تدبير المشهد السياسي، لعدم قدرتها على صياغة برامج للإنقاذ، فسقطت في مستنقع التعنيف، معتقدة في كل مرة ان زروطة قوى الأمن ستدفع من هم مطالبين بحقوقهم للعودة لجحور الرضى بقضاء بنكيران وحكومته، فتدحرجت كرة الثلج من أعلى هرم البرلمان فازدادت حجما كلما طلها تعنيف قوى الامن، و تعظم شأنها بالتضامن الشعبي الذي لقيته .
-3- انقاد ماء الوجه:

لقد أصبحنا بالفعل أمام إجماع وطني يقر لنا بكون حكومة بنكيران هي الاسوء على الإطلاق، بعدما أغلقت نوافذ الحوار مع النقابات و الفئات المناضلة في الشارع، و فرضت نوع من الحظر عليها، إما بعدم الترخيص لها للقيام بأنشطتها الثقافية و الحقوقية، أو عن طريق فض إحتجاجاتها بالقوة و العنف، فازدادت رقعة القطاعات التي نالها عنف الدولة، فنال المعطلون و الطلبة و الأساتذة المتدربون و الأطباء قسطا كبيرا منه .
إلى أن حكومة بنكيران مازالت تقر بكونها ليست المسئولة ،فاتخذت لنفسها أعدارا من قبيل أنها ستفتح تحقيقا حول الأحداث و تعاقب الجناة، فأصبحنا أمام حاكمين الأول يعنف و الثاني يلطف.
لقد رسم حزب العدالة و التمنية لنفسه عدة مخارج ،فأعلنت قيادتها في بعض مناسبات بكونها ليس الحاكم الفعلي، بل هناك أيادي خفية هي من يدفع بالأوضاع للأسوء، ليلطخ جلبابها بدماء من هم قدموا أصواتهم لها، ونهجت قيادتها في شخص بنكيران أسلوب البهرجة و الضحك، لبيان مدى كونه حزب يمثل الفئة الشعبية المضطهدة، و انه لم ينزع بعد جلباب الشعب عنه فاستوحى من الخرافة و الأساطير ما قد يمكنه من نيل التعاطف الشعبي .
-4-بداية ونهاية :

مند البداية سلك حزب العدالة و التنمية طريق انتهاز الفرص، فاقتنص مناسبة خروج 20فبراير لشارع و قدرتها على التأثير، فنسخ منها شعاراتها الفضفاضة كبرنامج له، لم يقف عند هدا الحد بل لوح بورقتها في وجه أعداءه تكريسا لمبدأ الوصاية و الممثل و الناطق باسمها، ولم يقتصر على هدا بل تغزل بمناضلي الحركة حين اقر بان الفضل يرجع لهم و أن الكرسي الذي يمتلكه هو صوتهم .يا لا للعجب لقد تحول الصوت الممثل لهم إلى صراخ ووصاية وضرب و سحل و مطاردات .
إن كان في اعتقاد العدالة و التنمية بالأمس أن 20 فبراير هي من كانت وراء سطوع نجمهم ،ها هو اليوم الحراك الشعبي يعلن عن نهايتها و إفلاس مشروعها.




التعليقات
0 التعليقات

إرسال تعليق

 
Copyleft © 2015 التثقيف الشبابي
Powered byBlogger