آخر المواضيع

منوعات

صوت وصورة

6/10/2015

الجنس الطابو الذي يخشاه الجميع.





مازال الجنس في مجتمعاتنا رغم كل العوامل خطا احمر، يحرم الاقتراب منه او تناول موضوعاته  و ينصح بعدم النبش في معالمه ، و يعد امرا حساسا  لا يقبل التحدث عنه علانية ، فهو امر سري لا يجب الافصاح عنه .

اصبح الجنس الطابو الاول في المجتمعات الشرقية بعدما اصبح عيبا نقاشه و حرام ممارسته و ممنوع حتى تخيله، تحول الجنس امام هذا الحصار المضروب، من غريزة طبيعة عادية الى هوس و مرض نفسي يجسد السلوك الانحرافي  للإنسان والمتمثل في التحرش و الاغتصاب.
إن الهوس بالجنس، هو نتيجة حتمية  للحصار  المضروب عليه ، هذا الحصار لم يقنن الممارسة الجنسية بل جعلها اكتر اثارة عن ذي قبل عملا بمبدأ كل ممنوع مرغوب فيه، يمكن ان يتحول الى فعل غير اخلاقي بالمرة (ممارسة الجنس مع الحيوانات).
 جل المراهقين يكبدون انفسهم عناء التخيل ، واغلبهم يسعون للحصول على مغامرة جنسية بكل الطرق الممكنة ،ليتذوقوا فيها لذة الجنس و ليكتشفوا من خلاله المستور ، فممارسته تكسبك صفة الفحولة و الرجولة، واخفاقك في الامتحان العسير يفقدك مكانتك في المجتمع ، هذا المنطق الذي كرسته المجتمعات الذكورية جعل من الجنس الرغبة التي لم نعد نقدر على السيطرة عليها ،و الحاجة التي يجب ان تلبى ،هذه الحاجة المتواصلة حولت الجسد الى سلعة يستهلك فوق الفراش وفقط.
ماذا تنتظروا من مجتمع ما زالت نظرته للحياة حبيسة تنائيه الحرام و الحلال ،سوى ان ينتج لنا عقولا مهوسة بالجنس تفكر فيه الى ان اصبحت تخاف منه ، ومنهم من قطع الاف الكلومترات لينام بين ادرع بائعة الهوى بعيدا عن اعين شيوخ جماعة الامر بالمعروف و النهي عن المنكر ،كان من هؤلاء من مات بين فخاض عاملات الجنس لكونه افرط في اكل الفياجرا ، ومنهم من رغب في متعة مشترات اصبح  بين ليلة و اضحى فاقدا لمناعته جراء حمله لفيروس السيدا .
قد يحمل احدكم  المسؤولية لضحية ، لكن  تذكروا ان هذه الضحية لو كسبت بعضا  من ابجديات الثقافة الجنسية  لتجنبت الموت و المرض معا  .
تخيل معي ايها الشرقي انك ولدت في مجتمع العري. هل كنت لتختلس النظر لجسم المرأة؟  هل ستتبجح ببطولاتك الجنسية امام اصدقائك؟ ستتطور مواقفك وسلوكياتك الجنسانية بشكلٍ مختلف عمّا ستكون عليه عند الاشخاص الذين نشؤا في مجتمع يغطون اجسادهم طيلة الوقت، لن تهتم برقص الفتيات و لا بأعداد مع من مارست  و لا بالأفلام البورنوغرافية ، لن تضيع نقودك في شراء مجلات العري و لا في شراء مستقبل هوائي فعال .
اعتقد  ان زاوية حكمك على الامور ستختلف ، لن تحكم على فلم من خلال لقطة حميمية و لا على مسرحية من خلال قبلة ... فطريقة انتقادك ستكون اكثر علمية  ستسلك منهجا  يستحضر أدوات التحليل الفني ، بعيدا عن ميزان الأخلاق والقيم.  
ايها الذكوري الى متى ستفكر بالعقلية الذكورية ،الى متى ستنصب نفسك محاميا  للدفاع على الاخلاق و تحكم على ممارسة الافراد وتكبح حريات اختيارهم .
الى متى ستضل منافقا تقضي في الخفاء حاجاتك خارج اطار الزواج ،  و في نفس الوقت تتمنى ان تجلد من قدمت لك جسدها .
الى متى سيظل تفكيرك بسيط لا يخرج عن دائرة الحرام و الحلال و الممنوع و المباح ،الى متى سيتدخل الدجالون في حياتك الجنسية حتى مع زوجتك ،ينصحك بعضهم بفعل هذا و اخرون يمنعونك من فعله .
كل هذا التحريم و الترهيب رسخ في الانسان نوعا من الكبت و الرهاب الجنسي الشيء الذي جعله يعاني من عقد نفسية  .
لن ينكسر هذا الخوف الى ان نتصالح مع اجسادنا و غرائزنا ، ما نعاني منه من تحرش و اغتصاب و احتقار للمرأة نتيجة منطقية لتفكيرنا .

بقلم  : نورالدين توزيط .  

التعليقات
0 التعليقات

إرسال تعليق

 
Copyleft © 2015 التثقيف الشبابي
Powered byBlogger