آخر المواضيع

منوعات

صوت وصورة

7/08/2015

الزين اللي فيك- بقلم حسن الحافة

الزين اللي فيك- بقلم حسن الحافة

حسن الحافة
شاهدت ليلة البارحة شريط " الزين لي فيك".. حمّلته من موقع برونوغرافي شهير، مادام استعصى علي إيجاده في مواقع تُبارك لزوّارها رمضان في قُصاصة صفراء أسفل الشاشة. شاهدته كاملاً، بعد أن استفزتني أخبار صحفيّة هنا وهنا لجرائد ورقية ، كانت تصلني كل اثنين وجمعة لزنزانة السجن.
جُلُّ الجرائد صوّبت سهام "الزندقة" للبنى أبيضار، و في عرف الكائن المغربي" أن كل منبوذ مرغوب"، أسرعت ما إن تقلص عدد الداعيّن لي بسلامتي بمرور ستون يوما في المعتقل، لتلصُص على لقطات لبنى و الوحش الضعيف، كان يبدو عليه بروداً جنسياً و هي تلعق مؤخرته.. فبيننا نحن معشر الذكور، الإصابة بالبرود تُكتشف ما إن تنتفض غريزتك حين تمرر شريكة ليلتك أو حصيرك إبهامها على مؤخرتك.. ما علينا، فبروده لا يهمنا ما دامت أبيضار حطمت جليده وجعلته يرسم قبلة طويلة على شفتيها ما إن حصل على مراده..


ماذا في الشريط أزعج البعض و ذهب حدّ تكفير مخرجه و " تعهيّر " ممثلاته؟؟ هل ناقش شيئا جديداً على مجتمعنا،، فنفس السهرات تقام في المغرب و يتم تجييش القوادات لإحضار أجمل سلعها، يتم ذلك بمباركة أشخاص ـ ربما ـ يصلون الجمعة كلما حضرت التلفاز لمسجد ما.. نفس الخطاب و القاموس اللغوي هو الذي يدور بين العاهرات.. سائقي سيارات أجرة " يتمعشون" من عرق العاهرات.. نفس سوق نخاسة النساء تجري في فيلات و منتجعات محروسة لا يستطيع حتّى الذباب الاقتراب منها.. نفس معاناة عاهرات مع أم مريضة أو أب سكير. مع طفل لن يرحمه الجوع كما هي لن ترحمها كلاب السّكة...
كل هذه الأشياء تُمارس داخل مجتمعنا، يسمع عنها الجميع و تتناقلها الألسن. تشجبها علانية لضرورة تقوى زائف يصلح لترميم نفاق اجتماعي مقيّت.. وفي سره يتمنى حضور إحدى تلك السهرات الماجنة حيث تزحف الفتيات على بطونهن، ويتوسلن العرق كي يجمع أكبر كميّة من أوراق نقدية متناثرة على الأرضية.
الشريط تكلم بصوت مسموع، أذاع أشياء كثير لا يريدونها أن تذاع لأنهم راكموا ثروات منها، دعارة راقية و شخصيات نافذة .. ملفات أمن دولة تناقش تحت إبط فتاة هاربة من منزلهم " فالعروبية".
إنها أشياء كان يجب أن تخرج للعلن، أن يراها المواطن ليعرف أن لا خلاص سوى بالقطيعة مع من يستثمرون في أجساد بناتنا. فالطبيب ـ حين يفشل القلب في مواصلة الخفقان ـ يصدمه بالكهرباء فتحدث في الجسد رجّة، نفس الشيء في المجتمعات، لا يمكنها أن تتطور مادامت تستحي من كشف عورتها ومساوئها..
التعليقات
0 التعليقات

إرسال تعليق

 
Copyleft © 2015 التثقيف الشبابي
Powered byBlogger